الباحث التربوي عبد الجليل أميم يعلق على مذكرة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والموجهة لمديرة ومديري الأكاديمياتالجهوية للتربية والتكوين بخصوص ضبط حالات الغش في الإمتحان الوطني للباكالوريا 2022، واعتبر الأستاذ الجامعي في تدوينة علىحسابه الفايسبوكي عنونها بـ“رأي في هذه الوثيقة“، أن تشابه أوراق إجابة التلاميذ مع الإجابات التي انتشرت في الفيسبوك لا يعني أنهمغشوا، خصوصا في المواد العلمية التي قد تتشابه بالفعل إجاباتها وطرق الإجابة عن أسئلتها.
ويضيف المختص في علوم التربية، فالتشابه لا يعني حالة غش والسبب جد بسيط فالتلاميذ يشتغلون على نفس الدروس وقد يتعلمون نفسطريقة معالجة الأسئلة ويهيئون في جماعات أما إذا كانوا ممن يتعاطون للساعات الإضافية فإن الأمر يكون أكثر تشابها لأن الأساتذةيعلمونهم كيف يجيبون عن الأسئلة بصياغات محددة يتداولونها بينهم ويحفظونها عن ظهر قلب.
أما الغش حسب أميم يثبت بالتلبس لا بالظن المبني على التشابه، وكيف لا تكون الأوراق متشابهة وهم يتلقون نفس المضمون من نفسالمرجع وفي بعض الأحيان من نفس الأساتذة بل إن طرق الأساتذة ومناهجهم في التدريس هي نفسها متشابهة ثم ما حدود التشابه الذييوصلنا إلى يقين الغش؟ هل هو 10/100 أو 90/100…ثم ما المقصود بالتشابه؟ هل تشابه الأجوبة أم تشابه الصيغ اللغوية؟ أم تشابهمنهج الجواب؟ أم تشابه كل هذا أو بعضه؟ وعليه نشك في وجود الغش في حالة واحدة هو التشابه حد التطابق وهو نفسه ليس دليلا إلا إذاثبت بالتلبس.
ويقول المتحدث في تدوينته، أن ما انتشر على الفيسبوك كان خاطئا؟ ما الفائدة؟ أو كان مشابها لطريقة جواب كل التلاميذ بنسبة معينة؟ أومطابقا له؟ أو كان صحيحا وطريقته وصل إليها كثير أو بعض من التلاميذ بجهدهم الخاص؟ كيف ستميزون؟ وطبيعي أنه ما دام أن فلانمن الناس وصل إلى حل تمرين ما بطريقة ما فنشره على وسائل التواصل الاجتماعي فغيره كذلك قادر على نهج نفس المسلك والوصول إلىنفس النتيجة. ثم ماذا نعمل بالأوراق المتشابهة في نفس القسم؟ أو في مؤسسات مختلفة وبنفس النتيجة والطريقة؟ أي تشابه سنحاكم؟تشابه الأقسام أم تشابه الفيسبوك أم تشابه أوراق بعض المؤسسات.
وختم السيد عبد الجليل أميم بالقول: الحمد لله أن القضاء لا يعترف بهذه المنهجية في العقاب التي تحاكم المتهم في غيابه وبالشك والظن.
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد وجهت مذكرة في الـ20 من هذا الشهر لمدراء الأكاديميات، تخبرهم فيها بموافاتهمعبر البريد الإلكتروني، بملف الأجوبة الخاصة باليوم الأول لاختبارات الدورة العادية للإمتحان الوطني الموحد للباكلوريا، والتي تم تداولهاعبر بعض المواقع الإلكترونية،